السياسة الخارجية لترامب مع روبيو من إشارات البوابة إلى التحول الدبلوماسي
بعد من إبعاد والتز إثر فضيحة “سيغنال غيت”، أتى ترامب بروبيو إلى قمة هرم السياسة الخارجية؛ تغيير يُعتبر مؤشرًا على تركيز السلطة وتحول استراتيجي في البيت الأبيض.
وكالة مهر للأنباء، قسم الأخبار الدولية، حسن شكوهي نسب: قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام الأخيرة بتغيير أقرب وأهم أفراد فريق الأمن الوطني لديه. حيث أقال “مايك والتز”، مستشار الأمن الوطني، من منصبه وعيّن “ماركو روبيو”، وزير الخارجية، مستشارًا مؤقتًا للأمن الوطني؛ تغيير جوهري حدث لأسباب متعددة وسيكون بلا شك مؤثرًا على نهج الولايات المتحدة في المجالين الأمني والسياسة الخارجية.
خلفيات إقالة والتز
واجه مايك والتز، مستشار الأمن الوطني السابق لدونالد ترامب، أوائل مايو 2025 فضيحة استخباراتية خطيرة أدت إلى إقالته سريعًا. هذه الفضيحة التي عُرفت باسم ”سيغنال غيت”، بدأت عندما أضاف والتز عن طريق الخطأ صحفيًا إلى مجموعة دردشة سرية على تطبيق “سيغنال”.وكان كبار المسؤولين الأمنيين في الحكومة الأمريكية يتبادلون فيها آراءهم حول خطط عسكرية حساسة، بما في ذلك تفاصيل عمليات عسكرية في اليمن. تسريب جزء غير مباشر من هذه المعلومات عبر وسائل الإعلام أثار غضب ترامپ واعتبره البيت الأبيض تقصيرًا جسيمًا في الحفاظ على أمان المعلومات السرية.
ومع ذلك فإن الخطأ التقني باستخدام التطبيق لم يكن سوى جزءٍ من أسباب إقالته. بالتزامن مع الحادث نُشرت تقارير تفيد بأن “والتز” قابل بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني دون تنسيق مسبق مع وزارة الخارجية أو إذن رسمي مِن “ترامپ” وناقش معه سيناريوهات ضربة استباقية ضد المنشآت العسكرية الإيرانية. هذا التصرف الذي يُعتبر انتهاكاً واضحاً لسلسلة القرارات الأمنيّة وصفه البيتُ الأبیض بـ«المُبادرة الدبلوماسيّة المنفردة»، ورآهُ عاملاً مُثيراً للتوتر داخل حكومة “ترامپ”—خاصّةً فی فترةٍ تُقيّم فيها المفاوضات بین ایران والولايات المتحدة تقدماً ملحوظاً بعد انقضاء ثلاث جولات منها واستعداد الطرفین لبدء الجولة الرابعة.
وصحّحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” مؤخراً ما نشرته “واشنطن بوست” حول تنسيق نتنياهو مع المستشار الأمريكيّ المٌقال حول ایران.
بالإضافة لذلك ، أكدت مصادر مقربة مِن البیتِ الابیض أنَّ «والٹز » کانَ یمیلُ خلال اجتماعاتِ مجلسِ الامنِ الوطنیِّ الاخیرَةِ إلی اتخاذِ مواقفَ مستقلةٍ بل ومتعارضةٍ أحیاناً مَع سیاساتِ «ترمپ» المُعلنة. فقد دعمَ مثلاً تبنی سیاساتٍ هجومیّةٍ فی الیمن وسوریا بینما کان الرئيس یرغَبُ بتقلیل التدخلات العسکریّة المُباشرة . وهذە الخلافات المتزايدة مهّدت لانخفاض ثقة الرئیس بمستشاره .
وفي النهایة ، وبالنظر لهذه الهفوات—بدءاً مِنْ خطأ تقنيّ واضح مروراً بإجراءات خارج التنسيق الدبلوماسيّ—کانَتْ إقالتُهُ حتمیّةً . قرار تعیین سفیرا للأمم المتحدة بدل فصل کامل اعتبر محاول لحفظ مظاهر الوحدة داخليا رغم اقصائه فعليا عن دائرة صنع القرار الامنی بالبی
